العباده و السياسه ؟؟!!



 


إن مفهومنا للعبادة طرء عليه طاريء ولم يعد يتوخى ما هدي له ، فالعبادة تنطلق من الإيمان وهو بعد معنوي يرتجى منه التماسك النفسي للذات البشرية وترجم ذلك الإيمان إلى قيم ينعكس أثرها على السلوك ، فقاعدة ذلك الإيمان هو النفس وملعبها هو القلب ومركز عملياتها هو العقل ، ومن كان بناءه الإيماني صحيحا لا يسلم دفة القيادة لجموح الشهوة أو لتلاعب النزوة أو لتسيد الهوى على قرارات تسير مصير حياته وإنما يغيب العقل عن الحكم بمنطق الأمور إن حل الخوف ك سيد يحكم شئون حياتنا و يتحكم بمصائرها ، كلنا يلجأ إلى الدين ك ملاذ طبيعي عند إهتزاز تماسكنا المعنوي وهي لحظة ضعف قد ينتهي مآلها بالسجن الأبدي لعمل العقل كقائد لدولة النفس البشرية ، لاحظوا معي أن الرجوع إلى الدين يتطلب من صاحبة تنازلات وربما إعادة هيكلة لواقع القيم والسلوكيات التي ربما هي في في منطقة الحظر عنده !! قد لاتكون تلك هي المشكلة الأكبر ولكن تسليم دفة القيادة العامة لسوانا و إعطاء العقل إجازة من الفكر لمدة قد تستمر عمرا هي الطامة الكبرى والتي قد تعود على صاحبها بما لا يحمد عقباه ، وإلا بماذا تفسرون واقعنا اليوم الذي يعود بنا إلى الوراء شيئا فشيئا بدل أن ينقلنا إلى لأمام ونستخدم الدين كذريعة لذلك التراجع ، لا يعقل أن تعاني النفسية المسلمة من كل ذلك التصدع على المستوى القيمي وكل ذلك الخوف على واقعها وتفهم دينها على أنه قائمة من المحرمات التي لا تعدو سوى كونها خزعبلات جعلت من الدين السمح دينا كهنوتيا متوسعا في خلق البدع مضيقا في إجترار النفع فالدين الذي يحجب عيون المرأة من أن ترى النور ليس ديننا والذي يمنعها من قيادة المركبة لما يطلب منها أن تربي جيلا وتؤدبه ، الدين الذي يكره الآخر ليس ديننا فديننا دين السلام وليس الخصام ، الدين الذي جعل من الغناء والرقص حراما وهي أغذية تسلو بها النفس ليس ديننا ، ليس ولم يكن ديننا يوما دين شكليات وطقوس ومن يعتبر السنة إطلاق اللحية وحف الشارب وتقصير الرداء ،ألا يشعر كل منكم بخطورة المنطقة التي يريد منا البعض الذهاب إليها وهي سجن الخوف بحيث تعمى عينيك من رؤية أي شيء سوى العدو المتربص بك وليس العدو موجودا إلى في أنفس هؤلاء لأن البناء القيمي السليم لا يقوم على متلازمة الخوف والكراهية فهي من تؤدي بصاحبها إلى الهلاك ، إن توبتنا النصوح تكون بإحلال القيم بأنفسنا والتعافي من السقم وكفانا من التعلق بالوهم أو وضع عيوبنا وعلاتنا على شماعة الآخر المزروع بأنفسنا ، نحن أمة تعاني من الشوزيفرينيا" ولن تبرأ من عللها إلا ساعة إعترافها بمرضها وقبولها أخذ الدواء المناسب له وهو أن يبدأ كل منا علاج إعوجاج نفسة قبل الإنشغال بعيوب الآخر ساعتها وساعتها فقط نقف على عتاب " الإسلام القيمي " الذي نريدة ويريدنا " وإلا سنظل ندور في دوامة الجهالة التي لا طائل منها سوى المزيد من التدهور وإلإنتكاسات فإسلام الرسالة ينادينا لا إسلام الجهالة إسلام العبادات التي تربي فينا القامات وتعلي الهامات وتحفظ الكرامات وتصون الأمانات فلتتقربوا إلى ربنا بعبادة تنفعكم وتسره : فعبادة الحاكم هي العدل بين الرعية وعبادة الوالي هي خدمة الأهالي وعبادة التاجر هي الأمانة وعبادة المعلم هي السمو وعبادة الأزواج هي الوفاء وعبادة العامل هي الإخلاص وعبادة الطالب هي النجاح تلك هي " الخصوصية " الحقيقية التي تنشدها أنفسنا و أوطاننا و ديننا و أمتنا فيا أعزتنا أعيدوا لأمتنا ما فقد منها وأبلغوها خالص مودتنا .




ثابت الحسان

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Walgreens Printable Coupons | تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة