
إنّ ما يحول بين الإنسان والحقيقة أكثر ما يكون هو الإنسان ذاته , ونفسه الأمّارة بالسوء ، فلذلك نرى القرآن العظيم يعتني بالنفس عناية فائقة ، ففي سورة الشمس أقسم الله على النفس في موضع واحد بـــ 11 قسما ، ولا يوجد شيء في القرآن العظيم يقسم الله عليه بهذا العدد ، لما يكتنفها من رغبات وشهوات جديرة لتحديد أفهام الناس ومصائرهم ، فهذا أحد الفقهاء يختلف مع نظيره إلى أن وصل الحال من التعصّب للرأي والانتصار للنفس أن يقول: لو نزل جبريل يؤيد رأيك لما تراجعت .
والمتابع بكثب للمنتديات الإلكترونية سيما الاقسام الدينية يفجعه ذلك التسفيه الممقوت والجدال العقيم بين نخبة من طلبة العلم الذين يعبّرون عن مدارس فقهية مختلفة كانت مقاصدهم الخروج من الحوار بنتيجة تعود على الأمّة بشيء من الفائدة ولكن سرعان ما يتحوّل المسار إلى التصادم والعراك ويصل الحال إلى التنابز والشّتم...