خادومة تسقط النظام!!!



بدر بن سالم بن حمدان العبري
1432هـ/ 2011م








الفصل الأول:
بداية الوجود
1
       الرعد يبرق في السماء بقوة، والغيوم تلاحمت وكأنها بنيان مرصوص، وتحول النهار إلى ليل كئيب، وفي الحادية عشر ظهرا ظهر إلى الوجود كائن جديد من القطط، ولدتها أمها في بيت مهجور تحفه الأفاعي والحشرات، وتعلو جداره العلوي أشباك العنكبوت، في هذا المكان المهجور كانت بداية الحياة للقطة الجميلة، والتي أطلق عليها الناس خادومة لاسوداد لونها، مع جمال وتناسق شعرها، وبها شعيرات بيضاء تميل إلى الحمرة، وكأنها صبغت بالحناء الأحمر.

2
        شاء القدر أن تولد خادومة في هذا المكان، استيقظت في زمن تتعالى فيه شعارات جميلة: حرية مساواة عدالة ... بجانب الرفق بالحيوان، ما أجملها من شعارات ... وما أحلاها من مبادئ، هنا سيكون مستقبل خادومة مشرقا زاهيا، وستعمل بكل وسعها أن تؤدي وظيفتها في الكون كما أراده الرب لها، مع الاعتراف بمكانتها الحيوانية التي بها يحيا الكون، ويباشر سننه الطبيعية بكل اتساق بديع.



3
عانت خادومة ظلام البيت المهجور، وأشباحه المروعة، فقررت الخروج لأول مرة إلى الفضاء الخارجي، لتؤدي وظيفتها الطبيعية، وهي تنظر إليه بإشراق جميل، خرجت ببطئ شديد، واتبعت النور المنبثق من إحدى الزوايا، فإذا بها تلقي نظرة سريعة، وتجد عالما آخرا من البشر من غير جنسها يذهب ويأتي في زقاق ملأى بالقمامة والوساخة، وبيوت رثة قديمة بالية، يحفها طرق ضيقة تمر بها سيارات وعربات قديمة.

4
تجولت خادومة في هذه الطرق تحفها السعادة لاكتشاف المجهول، وهي تمشي بسرعة تارة، وببطء يسايره التأمل تارات كثر، وفي آخر الطريق استوقفت خادومة لافتة كبيرة  مكتوب عليها بخط كبير: ممنوع الدخول ... ففهمت خادومة منها ممنوع الدخول لا الصعود، فصعدت أعلى اللافتة الكبيرة، فأحدقت بصرها فإذا في المقابل بيوت وقصور كبيرة، تحفها الأشجار الكثيفة، وتجملها الزهور والورود، مع الطرق الواسعة، والسيارات الفخمة، فتصورت خادومة أن هذه جنة الدنيا لمن يجتهد ويجد، فينقل من تلك الزقاق الضيقة، إلى هذه الجنة الفسيحة، فتمنت أن يكون لعالم القطط نصيب منها.


5
سمعت خادومة صراخ طفل في إحدى الزقاق، فتبعت الصوت حتى وصلت إلى بيت قريب من السقوط، فصعدت في أعلى النافذة، فإذا به طفل ملقى على الأرض يعاني من مرض السرطان، وأمه تبكي بجانبه، تمد يديها إلى السماء طالبة الشفاء من الله الشافي، أما أبوه فيطلق اللعنة تتبعها لعنات على جهات لا تفقهها خادومة، وإنما أدركت من كلامه: أناس أغنياء يسفرن للعلاج بالمجان من جهدنا، وأطفال الفقراء لا يجدون من يرحمهم إلا الموت...

6
وعند اللافتة الكبيرة شاهدت خادومة ولدين في عمر الزهور، أحدهما بملابس بالية متقطعة، والثاني بملابس فاخرة، جمعتهما الطفولة البريئة، الأول يحمل عربة شديدة الحمولة، والثاني كتبا مليئة بالصور الجميلة، توقفا قليلا للعب، ثم افترقا كل في طريقه، أما الأول فذهب لتوفير مبلغ من المال لشراء حذاء بسط من البلاستيك، وأما الثاني ينتظر حافلته لتحمله إلى مدرسته خارج القرية.

7
اقتربت الشمس من الغروب، وبدأ الظلام الحالك، وخادومة لا زالت في اكتشاف المجهول، وفي منتصف الطريق شاهدت بيتا مقسما حوشه إلى غرف ضيقة، مبني أعلاه من الخشب البالي، ولا تتسع الغرفة الواحدة لأكثر من أربعة أشخاص، ولكن يسكنها أكثر من عشرة، لارتفاع الإيجار، فتصل الغرفة الواحدة لأكثر من مائة ريال، في حين لا يتجاوز أجرة العديد منهم مائتين ريالا، وفي الليل يتقاسمون النوم إلى ثلاثة أقسام، قسم في الغرفة تحت المبردات، وقسمين مع البعوض ورطوبة الجو.

8
في هذه القرية كان حظ خادومة، وفي هذا الزمن الكئيب كان ميلادها، فحملت أشواقا وآمالا، وقلبها ينبض بالكره والبغض للطبقية وأنانية الإنسان، ومما خفف من آلامها أنها كانت من عالم الحيوان، والذي يحمل براءة الوجود، مع عشق الحياة، ومصارعة البقاء، ومع هذا لم تسلم من شرور الطبقية، وانحراف الناس عن سنن الحياة الطبيعية.

         






الفصل الثاني:
الصراع من أجل الوجود
1
في زقاق القرية كانت تتنقل خادومة بحثا عن طعام تسد به رمقها، وتواصل به حياتها، وفي مزابل القمامة كان مطعما لها، تنبش فيه بشغف، وتسابق إخوانها القطط، لعلها تجد قطعة لحم، أو عظمة فخذ دجاج، فتفركه فركا، ليكون وجبة لذيذة ليومها، وأحيانا تمسكه بقوة، فتسرع بها إلى أحد الزوايا، حتى لا ينافسها فيه إخوانها من القطط، فتضيع وجبتها، فلعلها لا تجدها بعد يومها ذاك، فلطالما أكلت يوما، وجاعت أياما، ولكنا راضية بما يقدره الله تعالى لها من رزق يومها.

2
صدر من قبل رئيس البلدية مرسوما موقعا من نظام شيخ القرية، والذي يسكن في قصر فاخر، يتوسط قصره حديقة كبيرة، فيها بركة ماء عظيمة، تحفها الزهور والورود، ويتراود عليها الغلمان والفاتنات، وينص المرسوم بإبدال أماكن القمامة المفتوحة بأماكن مغلقة، بعد ما انتشر مرض الملاريا وأفتك العشرات قتلا ومرضا من أبناء الطبقة الأرضية، ولكنه عندما أصيب ابن مسؤول المياه، كان هذا المرسوم حتى لا ينتشر المرض أكثر بين أبناء السادة والأثرياء، وقد سُفِّرَ ابنُ مسؤول المياه مجانا على حساب مال بيت القرية، حيث سفر إلى ألمانيا للعلاج خشية أن يؤثر عليه المرض، في حين يئن أبناء الطبقة السفلى من الألم، ولا أحد يسمع لهم، ومُنِعَ الاختلاط بين أبناء حارة الأثرياء والرؤساء وباقي حارات القرية العتيقة.
3
        هذا المرسوم أثر تأثيرا سلبيا على خادومة وإخوانها من القطط، فلقد كانت القمامة المفتوحة مطعما لهم، يقيهم حرارة الجوع، ولم يراعِ هذا المرسوم حق الحيوانات في الحياة، أو يدرس القضية من جميع جوانبها، مما كانت بداية المعاناة مع الحياة القاسية في هذه القرية، ومع هذا لم تيأس خادومة فظلت تبحث لعلها تجد قمامة مفتوحة، أو يتصدق عليها أحد من البشر بقطعة لحم، أو عظمة جافة، ولكن هؤلاء أنفسهم يعانون شظف العيش، وقسوة الحياة.

4
        عقدت القطط اجتماعا شاركها الكلاب وإن كانت أحسن حالا بكثير، لأنّ العديد من كبار القرية يأخذونها للزينة والحراسة، ويشبعونها أكلا، ولكن شارك معهم المرضى والضعفاء والشمطاء من الكلاب، فخرج الاجتماع برأيين، الأول: بعث شكوى إلى منظمة حقوق الحيوانات للضغط على شيخ القرية، والثانية: الاستيلاء على الكائنات الحية والضعيفة كالدجاج والطيور، والتي يملكها أبناء القرية، فكان هذا رأي الأغلبية، في زمن القمع الذي ساد القرية، إذ لا يسمح أن يحتج أحد على المرسوم، أو يذكر عيوبه، لأن هذا مساس بشيخ القرية وكبارها من المسؤولين.


5
        أما خادومة فرفضت الرأيين، أما الأول فلمكانة القرية في نفسها، فهي وإن جار عليها أحباؤها في قريتها فتبقى كريمة في نفسها، وأعز من أن تتذلل لغيرها من القرى والمدن الأخرى، وأما الثانية فضميرها الحي يرفض أن يسطو على حق الآخرين بالطرق المحرمة، فلأن تموت جائعة أفضل لها من سرقة مال الغير، ولو أخذ بطريق محرم، وغير شرعي، فرفعت صوتها معترضة على الرأيين، وخرجت حزينة كئبية لما جرى في قريتها من ظلم وبغي.

6
        أصبحت حياة خادومة مظلمة عتيمة، كالحة وجهها، مكفهرة أسنانها، شاحبة قبساتها، تحولت الحياة إلى عجوز شمطاء تلطخت يداها بالظلم الفاحش، ولكن ماذا تفعل  خادومة وقد أنهكها الجوع، وأعياها المرض، فمالها إلا أن تأخذ رخصة السرقة لتواصل حياتها، وقد ضعف شمها من كثرة البحث عن طعام، فقررت أن تسرق ما تساقط من الأكل قبل أن يلقى في القمامة المغلقة، فتحولت من قطة أليفة إلى قطة مفترسة بفعل الزمن، وجرم الإنسان، وهي التي طبعت على الألفة والطواف في البيوت بكل أريحية وهناء.

7
        لقد كانت خادومة تنتظر وقت الغداء بكل شغف، تتسلق الجدران، وتراقب من في البيت، فما إن ينشغلوا قليلا، إلا وتقفز إلى المائدة لتأخذ ما تستطيع حمله من الأكل المتساقط، ولكنها هذه المرة باءت بالفشل، فقد دُبِّرَ لها حيلة ماكرة، فقد اقترب الغداء، فظنت المسكينة أنّ الكل على المائدة، ولم يخطر على بالها أن أحدا من أمن القرية يراقبها، بعد ما رفعوا ضدها قضية في الادعاء العام، فبينما كانت تهب بالقفز إذ تقع في شبكة الشرطة، فتحمل مربطة بالقيود، في مستقبل مجهول، ما كانت تتوقعه لولا ظلم الإنسان.

8
        أخذت خادومة مكبلة بالقيود إلى مركز الشرطة، وبعدها إلى الادعاء العام للتحقيق، فحاولت أن تبين لهم سبب سطوها على فضلات الموائد، ولكن لا فائدة، فالقطة تبقى مجرمة وإن قدمت الكثير لقريتها، فلولاها لانتشر الطاعون بسبب كثرة الفئران، ولازدادت الحشرات في القصور، ولو كان المرسوم عادلا للجميع لما أقبلت على السطو والسرقة، ومع هذا بسبب سرقتها لعظمة دجاجة بالية سقطت من فم ابن مسؤول التجارة بالقرية، فحكم عليها بالسجن ثلاث سنوات مع الأعمال الشاقة، وغرامة ألف ريال فقط لا غير !!!





                            

الفصل الثالث:
الانتقام
1
     ظلت خادومة في السجن ثلاث سنين مع الأعمال الشاقة، ولكن السجن كان أحب إليها، فهنا ليس عظام فخذ دجاجة مسؤول التجارة بالقرية، بل هنا دجاجة كاملة، تأكلها بكل هناء مملوء بالشفاء، فليست بحاجة إلى البحث عن طعام متهالك تفوح منه الروائح الكريهة بسبب فساده ومرور وقت على رميه، وبالأمس كانت تأكل يوما وتجوع يومين، أما في السجن فلها ثلاث وجبات رئيسة يوميا، فضلا عن المقبلات بين الفينة والفينة.

2
     في السجن تعرفت خادومة على طرق جديدة للعودة إليه مرة أخرى، فلا حياة أجمل من السجن، في وقت القمع والظلم، ففيه تعرفت مع بائع المخدرات، وكوّنت صداقة مع المتقنين في السرقة والسطو، فدخلت بذلك دورة تدريبية مجانية يعود فضلها إلى شيخ القرية والمسؤولين الكبار، فالرؤية أصبحت واضحة لمستقبلها، والخطط معدة للعودة إلى السجن مرة أخرى، فما عليها إلا التنفيذ، والتبشير بالفكرة لإخوانها من القطط.



3
     خرجت خادومة من السجن، وقررت أن تبدأ خطتها بمن أوقعها فيه، فكانت البداية مع مسؤول التجارة بالقرية نفسه، وهو رجل متكبر متغطرس، انتفخت وجنتاه بسبب السكر، وكثرة حلق لحيته، وبطنه متقدم إلى الأمام بسب كبره وانتفاخه، فبجانب كونه مسؤولا عن التجارة، إلا أنه استطاع أن يكوّن أكثر من ثلاثين شركه، بعضها باسمه، والعديد باسم أولاده وزوجته، وجميع مناقصات تجارة القرية تنفذها شركاته بثمن باهظ، في حين لا يسمح للابن القرية البسيط أن يمتلك أكثر من شركتين، وابنه الكبير له ثلاث عشرة شركة فقط!!!

4
     انتظرت خادومة وقت الغداء بكل شوق لتطبيق خطتها الجهنمية، فتتسلق الجدار تارة بعد تارة، فبينما كان مسؤول التجارة جالسا للغداء، وفمه قد امتلأ أرزا ولحما، فبينما قد انتهى من بلع ما بقي من اللحم في إحدى العظام، إذ تقفز خادومة لأخذه، فيمسك بها المسؤول، ويأخذها إلى غرفة ضيقة، فيقفل عليها الباب حتى لا تخرج، مع محاولتها للهروب، إلا أنّ عظم يديه وضخامتهما ساعده في الإمساك بها بقوة.

5
     فبينما كانت خادومة خائفة في تلك الغرفة المغلقة، وهي بين رجاء وخوف، بين رجوعها إلى السجن مرة أخرى لتتنعم بكرمه، وبين أن يفتك هذا المسؤول بحياتها كليا، هنا يدخل عليها قائلا لها: لك ما تشائين يوميا من اللحم والدجاج والسمك ومقبلاتهما بشرط واحد، وهو أن تحضري لي يوميا من دواجن وطيور مزارع القرية من أبناء الطبقة الأرضية - وذلك لكونه خائفا أن يصعد منهم في تجارته للحيوانات والزروع، فينافسه في تجارة القرية  - وإلا فليس مصيرك السجن؛ بل الموت!!!

6
    وافقت خادومة على طلبه على مضض، وذلك لكونه أفضل من حياة السجن، فهي هنا تتنعم حرة طليقة، ولأنّ للرجل سلطة في القرية فهو فوق قانون البلد، يسيره كيفما شاء، لأنّ قانون الغاب لا يطبق إلا على الضعفاء والغلابة، فظلت خادمة له مطيعة، تلبي طلبه بكل سرعة وإتقان، فيزيده حبا لها وإكراما، ويطمئن على سياسته الماكرة، فتجويع أبناء القرية يزيد في استعباده لهم، فلا يفكرون إلا في بطونهم وفروجهم، فيزدادوا عبودية فوق عبوديتهم له.

7
    أدرك أصحاب القرية الضعفاء ما فعله مسؤول التجارة بهم، فشكوا أمره إلى الادعاء العام، فعاتبه مسؤول الادعاء العام عتابا لطيفا، بعدما قُدمت له الحلويات الفاخرة، ومع هذا غضب هذا المسؤول واتصل بالمسؤول عن الإرشاد في القرية، فقال له عدّ خطبة هذا الأسبوع عن احترام الحيوانات، والرفق بها، وعدم الإساءة بها ولو ساءت واعتدت، فكانت خطبة الصوامع، المصكوكة بغفران السادة فيها التالي: أيها الناس، لقد دعت الشرائع السماوية إلى الرفق بالحيوانات، وخاصة القطط، فهي من الطوافين عليكم، فأحسنوا إليها إحسانا، ولو ارتكبت جرما فاحشا، فقابلوا الإساءة بالإحسان، والجرم بالمكافأة، ولو ضربتك القطة في خدك الأيسر فأعطها خدك الأيمن، لتنال الأجر في الدنيا، والنعيم في العقبى.

8
       عندما سمع ضعاف الناس والمتحمسين من الطبقة الأرضية، والمحبين للعدالة الاجتماعية في صومعتهم هذه الخطبة العصماء، فإذا كانت الحيوانات والقطط بهذه المكانة والعظمة؛ فكيف بالإنسان المكرم، والذي أهين ماء وجه، وتمرغ في التراب ذليلا، ذهبوا إلى المسؤول عن الإرشاد في القرية، ليقول الحق في كرامة الإنسان الذي وضعه الخالق العظيم، ويبين للجميع العدالة الاجتماعية في شرائع السماء، وتحريمها للظلم والطبقية، فوعدهم المسؤول خيرا، فكانت خطبة عصماء تضمنت التالي: أيها الناس، اسمعوا وأطيعوا مسؤوليكم، ولو قصموا ظهوركم، وأكلوا أموالكم، وجدعوا أنوفكم، فطاعتهم من طاعة الله والرسول، وعصيانهم الخلود في جهنم وبئس المصير، ألا تحبون الحور العين! والنعيم الأبدي!، فاقنعوا في دنياكم، وعليكم بالسمع والطاعة لمن تولى أموركم، واذكروا نعمة الأمن والأمان، فقد ربوكم ومنوا عليكم بالنعيم، فردوا الإحسان إحسانا بالطاعة المطلقة، والولاء التام، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان.



الفصل الرابع:
المشنقة
1
    بينما كانت خادومة في طريقها للسطو شاهدت صراخا وعويلا، فتقدمت فإذا البيت نفسه الذي شاهدته يوم خروجها من كوخ ميلادها، فتقدمت قليلا فإذا ذلك الطفل الوديع، والذي لم يجاوز الخامسة من عمره؛ ودّع القرية إلى عالم الآخرة، وترك والدية الفقيرين يعيشان ألم الفراق، وقد كان ابنهما الوحيد، والذي طالما مسح لحية أبيه، ليهوّن عليه ألم الحياة، ولطالما مسح الدموع من أمه المسكينة الذي لم يرحمها شيخ القرية ومسؤوليها الكبار وهما يتمتعان بجهد هؤلاء، وأولادهم يسّفرون خارج القرية ومن حسابها الخاص، والذي هو ملك للجميع، لا للعلاج؛ ولكن للنزهة والترفيه، ولكن مع هذا مرض السرطان لم يشفع لهذا الولد الحنون ولو حفنة من المال، لعله يجد علاجا بسيطا له ولو إلى حين ...

2
    هنا بدأت خادومة تراجع نفسها، إلى متى تظل عبدة لهؤلاء الظلمة، إلى متى تبيع مبادئها وقيمها، ألا تستحق هذه القرية أن ترجع شيئا من جميل صنعها، أليست القرية للجميع، أليس الإصلاح أمر أوجبه الله تعالى وقدّمه على الفرائض الخمس، أولم يضحي أنبياء الله من أجل الإصلاح، إذا لماذا نرضى بالذل والمهانة، لماذا لا نجعل قريتنا أفضل من قرية سرانفيكو، فهذه القرية أهلها لا يدينون بدين، ومع ذلك قانون العدالة يحكمهم، لأنهم استفادوا مما خلفه أجدادنا، وضحوا من أجلها، أما نحن فبعنا هذه المبادئ بثمن بخس دراهم معدودة رضا للشيوخ و.....

3
   فكرت خادومة في وسيلة الإصلاح في بلادها، وحاولت جس النبض، إلا أنّ أكثر الناس خوّفوها، فمنهم من يقول: ستحملين في جونية فلفل، ومنهم: اقنعي وارضي، ومنهم: من أنت حتى تنتقدي شيوخ القرية، ولكنها أبت إلا أن تحقق هدفها، ولو كان في مقابل حياتها، فعزة الموت ولا ذلة الحياة، فقامت تقرأ في القوانين، ووسائل الإصلاح، فاهتدت إلى وسيلة الاعتصام السلمي، فقرأت فيه بعمق، وفكرت فيه مليا، فوجدتها أنسب طريق، ولتبدأ لعل الله يجعل من هذه الوسيلة خيرا كثيرا للقرية الجميلة، وللأجيال المقبلة.

4
      أخذت خادومة لوحة بيضاء كبيرة: وكتبت عليها: معا يدا بيد مع شيخ القرية للإصلاح، لا للفساد نعم للإصلاح، مال القرية حق الجميع، لا للمحسوبية نعم للعدالة، التعليم والصحة حق لكل أفراد القرية، نعم للرقابة المالية والإدارية، القانون فوق الكل ... وغيرها من الإصلاحات ... واختارت مكان اللوحة والذي كتب عليها: ممنوع الدخول، مكانا لاعتصامها، بعيدا عن قطع الطريق ومضايقة الآخرين.

5
      اعتصمت خادومة، وأدى اعتصامها إلى غضب المسؤولين الكبار ... خادومة تتطلب الإصلاح ... ماذا يا خادومة أكنا نعيش في فساد، يا خادومة ألم نربك فينا وليدا، ألم نطعمك ونسقيك، أنسيت فخذ الدجاج الذي تتنعمين به ... جاء إلى خادومة مسؤول الإسكان ... وقال لها سنعطيك أرضا كبيرة ... ووظيفة ذات راتب خيالي، وسيارة فخمة يسوقها كلب مطيع لك، ومع هذا رفضت خادومة جميع إغراءاتهم؛ لأنها جاءت لمبدأ أكبر من هذا، لم تأت لنفسها، ولكن للقرية بجميع أفرادها ... فهاج الغضب المسؤولين ... فشنوا حملة إعلامية ضدها، فمسؤول الإعلام شن في قنواته أنّ خادومة تريد الإفساد في القرية، وإسقاط شيخها، وأتى بدليل من الادعاء العام أنها تحمل معها سلاحا أبيض ... ألا هو ريشة دجاجة أخذته خادومة لتبريد حرارة الجو، ومع هذا ريش الدجاج سلاح يهدد أمن القرية، ومسؤول الإرشاد أصدر خطبة عصماء في طاعة ولي الأمر، والركوع لهم، ولو سلبوا خيراتنا، وأكلوا أموالنا، فطاعتهم ولو بغوا من طاعة الله، وعصيانهم يقود إلى غضب الرب.

6
    جلست خادومة لوحدها في اعتصامها صابرة صامدة، واثقة بربها، متوكلة على خالقها، وأثناء جلوسها مرت عليها نملة تمشي إلى بيتها تحمل لعيالها من خشاش الأرض، ومر في الطريق شيخ عجوز جاوز عمره المائة سنة، أكله الفقر وقسوة العيش، ليلقي نظرة إلى تلك القصور الفخمة، يلقي نظرة من بعيد، لأنه ليس من الجنس الذي يسمح له بالدخول، لعله يجد مثلها وهو ينتظر فراقه للحياة بشغف، فنظر إلى خادومة نظرة إعجاب، ومسح على رأسها قائلا لها: اصبري ... الله مع الحق والعدل، والحياة لا تدوم، وعند الله يحلو اللقاء، لأنه لا يظلم أحدا أبدا ... هنا جاءت سيارة أمن القرية ... يوجد بها ذئاب ملثمة، في لباس دهم سود، فأخذوا خادومة بقوة، وكسّروا لوحتها، وأخذوا السلاح الأبيض منها، وقيدت إلى المحاكمة.

7
        في غرفة التحقيق الضيقة أقرت خادومة أنها لم تأت لإسقاط شيخ القرية، ولكن للإصلاح في القرية، وسئلت من كان معها، فقالت لا أحد، ولكن المخابرات أوصلت أنه مر أسفل منها نملة صغيرة، ومسح رأسها شيخ عجوز، فاعترفت بذلك، فحكمت المحكمة بعد استجواب دام نصف شهر، وتعذيب نفسي وبدني التالي: حكمت المحكمة حضوريا على المدعوة خادومة بالإعدام شنقا وسط حضور أهل القرية، لكونها كانت تحل سلاحا أبيضا يهدد أمن القرية، ولأنها في اعتصامها تسيء إلى المسؤولين أصحاب الكروش الواسعة، ولآنها تريد إسقاط نظام شيخ القرية، كما أنها حكمت بالسجن أربعين سنة للشيخ العجوز لأنه مسح على رأسها، وهذا يهدد النظام، وعلى النملة حكمت بالسجن ثلاثين سنة لأنها مشت قريبا منها وهذا يهدد أمن الدولة.



8
     وإلى المشنقة حملت خادومة، رافعة رأسها، شامخة بنيانها، لأنها لم تشنق خيانة لوطنها، بل من أجل مبدأ سيكون شرارة لمن يأتي بعدها، قائلة لهم: والناس والكلاب والفئران والقطط والنمل وغيرها من الكائنات قد تجمعوا صفوفا حولها: لا تظنوا أنكم تفقدون نفس خادومة، بل بشنقي ستُكتبُ لكم الحياة، وتعم بينكم العدالة، فالمبادئ لا تباع رخيصة، إني لا أفارقكم ولكنني عشقت لقاء الله، وبعت نفسي رضا له سبحانه، إنني موقنة بأني سأحيا معكم ولن أموت، فشهادتي للحق حياة لكم، ومجد لأبنائكم وأحفادكم ... شنقت خادومة وهي تردد التوحيد، وفارقت الحياة مطمئنة راضية، ومع هذا تحول نفسها إلى دم يجري في كلّ أبناء القرية، ليصنعوا المجد لقريتهم، والمستقبل لأبنائهم.

العمانين تفترسهم مخالب الفقر








1- قد لا تجد لوحة اعلانات بمسجد الا وبها ورقه كتب عليها الى اهل الخير والقلوب البيضاء

- ابنتي مصابه بالسرطان والحكومه اعزها الله ترفض ان تعالجها فى الخارج بسبب نقص الميزانيه

- القاضي حفظه الله حكم على بالسجن اذا لم ادفع الدين 500 ريال الذي اقترضته من جارى .

- شركة التمويل المحترمه اشتكت ولان مطالب بدفع او السجن .

- صاحب الشقه الفاضل يريد ان يطردني من الشقه انا واطفالى 5 وعائلتي لاني تاخرت عن الدفع اسبوعين
رغم انني ساكن من 10 سنوات وعمري ما تاخرت عليه .

- بسبب مرض امي اقترضت من البنك وانا نادم لكن البنك يقتص من راتبي الثلثين وسددت له 10 الاف حتي الان ولم ينتهي القرض علما بانني اقترضة 7 الف فقط وقد ماتت امي .

- الانوا المناخيه ا خذت بيتي بما فيه والحكومه الله ينصرها عوضتني ب 160 ريال لا ادري هل ادفع بها ايجار البيت الذي استاجرته ام اعيد اصلاح البيت .


طبعا هذا النوع من الناس وفيه نوع اخر هم قوله تعالى : {
للفقراء الذينأحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعففتعرفهم بسيماهم لا يسألون الناسإلحافا وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم}








2- الايجارات تقتل و شركات الكهرباء والماء تساهم فى الدفن " رغم انها اموال الدوله وللمواطن فيها حق"

- كل اصحاب ا والعقارات متمسكين بقانون الزياده على المستاجر ونسوي انه في قانون الحقيقي قال تعالى "
والذين في أموالهمحق معلوم للسائل والمحروم " سبحان الله ايام الصحابه كانو الاغنيا يعطو الفقرا والحين العكس الفقير يدور طول الشهر ويكد ويتعب علشان يعطي الغني ياسبحان الله "

- شركة الكهرباء لا ترحم ادفع 75 % اذا كنت تريد نرجع لكم الكهرباء تصور انه راتب هذا الشخص 150 ريال و يدفع لاغراض البيت ويدفع للايجار ويدفع لتكسي ويدفع ويدفع ويدفع كيف بيقدر يدبر 75 % من قيمة الفاتوره .

ولما يقوله ما عندي يقول :" هذا غلطتك ليش تخليهم يتراكمو" سبحان الله راتبه ما يساعده انه يدفع كل شهر كيف بتصورك ما يتراكمو المشكله المسوول فى شركة الكهرباء ينظر لنفسه راتبه 800 او 1600 ريال شي طبيعي انه بيقول هذا الكلام فاقد الشي لا يعطيه






3- وزارة القوى العامله والبلديه والتجاره

- زيد 2011 يريد يسوي لنفسه دخل ثاني علشان يقدر يتواكب مع متطلبات الحياه وقرر انه يفتح مقهى زيد حصل محل صغير يبداء فيه مشروعه البسيط طبعا باع الارض الى خلص النظام سنتين قبل كم يوم ب 3000 ريال لما راح للبلديه بهت ونصدم وتفاجا بالشروط الموجوده عندهم

- لازم المحل يكون 4ونص * 4ونص وكلنا نعرف انه محل بهذا القياس فى مسقط ما يقل سعرايجاره عن 500 ريال يعني مقهي كم بيدخل فى الشهر اذا كان ايجاره بس 500 ريال .

- ولازم يكون فيه مدخنه لاخر طابق تصور انه البنايه 10 طوابق يعني تكلفه المدخنه ما اقل عن 5000 ريال .

- غير الشروط الثانيه والثالثه واربعه طبعا كل هذا شي وموضوع التفتيش شي اخر موعد التفتيش يجي مفتش ويعطيك طلباته ولموعد الثاني مفتش اخر ويعطيك طلباته طبعا بعد ما توافق هذي الجهه يروح للتوثيق وهناك عاد بيستلموك العنونه حتي لو جايب لهم عقد قديم للمحل يطلب منك الملكيه وطلبات لا اول لها ولا اخر . كمل زيد 2011 الشهر الاول من الاجراءات فى البلديه .

القوى العامله .

زيد قدم على 4 عمال علشاان يقدر يغطي الايجار وغيره المهم بعد الدوام اليومي فى القوه العامله وبعد موعيد التفتيش والمراجعات التي دامة شهر حصل زيد على ااقامتين فقط طبعا هوه دافع لحد الان ايجار شهرين ومجهز وصلة تكلفة تجهيز المحل والايجار اكثر من 7 الف طبا باع ذهب زوجته علشان يكمل المبلغ او انه اقترض وفي الاخر اقامتين بس كيف في نظركم بيقدر يواصل فى مشواره كيف ممكن يغطي التكالف هذا من غير رسوم وزارة التجاره والغرفه والاستمارات وقيمة الماذونيات وكل جهه تريد من زيد فلوس بعد كل هذا زيد صار مديون وتراكم ايجارات والحين زيد وعبيد فى السجن وكم زيد وعبيد فى السجن بسبب اجراءات التي قد تصل مدتها الي 3 اشهر علشان تبدي تشتغل فى مشروع تجاري صغير دخل ثاني للاسره وما خفى كان اعظم رغم ان المسولين يعلمون باحوال الناس ويعلمون ان التاخير فى اجرائتهم يسبب لهم ربكه ماليه وخسائر لكن لا حياه لمن تنادي .
بالعربي اما انك تظل على فقرك او انك تفتقر اكثر .



4- الجمعيات الخيريه

- فى الحقيقه بعض الجمعيات الخيريه ما مقصره طبعا البعض ولا احدد اسم معين لاني شفت العجب فى الجمعيات بذمتكم يا مسلمين يا احفاذ الصحابه كيف نثق فى جمعيه القائمين عليها نساء متبرجات يدخن السيجارا ويلبسن لبس غير محتشم اذا كانت لا تحترم كلام الخالق فكيف بها تقدر ماسات الخلق .



المشهد الاول .
- نفق الخوير: يجلس رجلا فى الستين من عمره على الرصيف يمسك بالمقشاعه بيده اليسرا تنعكس فى وجهه ملامحه ظلم الزمن وجبروته عليه العمر اخذ منه الغاليتين فهو اعمى وكان بجنبه طفلا لا يتجاوز عمره 15 وللاسف الشديد انه ورث من ابوه العماء ولا زال ابه حيا تصور اعمي يقود اعماء اقشعر جسمي اوقفت سيارتي وعينيا تذرفان دموعا على هذه الحاله . الوالد الى اين تريد ان تذهب ؟
يبتسم ببتسامه يسخر بها من الزمن الحالك ويقول اريد ان اذهب الى الجمعيه الخيريه لعلى اجد منهم 20 ريال تصورى ياتي من اخر الدنياء علشان 20 ريال ليسد بها احتياجاته كيف لا ينهش الفقر بمخالبه المواطنين ونحن بلد اقل مشروع حكومي قيمته 50 مليون وهذا الرجل المسن جاي لمسقط علشان 20 ريال اليس الناس احق بهذه المبالغ التي تصرف ؟




المشهد الثاني :

مسجد حلة السد

بعد صلاة المغرب يخرج المصلين من المسجد بصوت جهيش من البكاء وتشيم وطلب الرحمه رجل فى الخمسين من عمره يمشي على رجل واحده والاخرى اصطناعيه ويده مشلوله كان جالس على باب المسجد لمن يحن على حالته ويعطف عليه ب الخرده الموجوده فى جيبه لكي يقتات منها ويطعم اطفاله لم يجبر احد على ان يعطيه او يحسن اليه ولم يكن يتفوه بكلمه الاي احد غير جزكم الله خير بارك الله فيكم احسنتو الله يحسن عليكم اقل تعالي " وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ" احد المصلين الذين يحرصون على ان لا ترتفع يد انسان فقير يدعو بها الله لمن احسن اليه ويجهل قوله تعالى وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ" اتصل بالقوى العامله هناك مجرم مبتور القدم لا يقوى على الحركه يسال الناس قوت يومه وبدورها القوى العامله تحركت بجيشها المغوار وبطاقمها المكون من الرجال والنساء ليمسكو على المجرم الذي يريد ان يطعم اطفاله من من يحسن عليه . يمسك الرجل المبلغ يد الشائب الذي لا يقوى على الحركه ويقول له انا بلغت عليك وبمسكك علشان ما تهرب وهو يجهش فى البكاء ويطلب الرحمه ويقول يا ناس ثيبوني انا هذي حالتي ما اقدر اتحرك لا رجل ولا يد وعمري فوق الخمسين ارحموني الله يرحمكم فى القوى العامله يحبسونا ويتسلو فينا حتي الصبح وفى الاخر يوقعونا على تعهد اننا ما نسال حد يعني نموت جوع كيف اطعم اطفالى الرحمه ياناس ويتشيم المبلغ لكن لا حياة لمن تنادي وصلو المغاوير رجال القوه العامله وشالو الرجل العجوز كما تشال الماعز الى الذبح . لا حول ولا قوة الا بالله وياريت فى القوى العامله يساعدوهم يذلوهم بس . كم شايب وكم امراه تعامل بهذه الطريقه كل يوم نحن فى بلد الامان ولاكن الفقر يفترسنا بمخالبه


مشاهد كثيره تتكرر كل يوم وكل ساعه



فكيف لا يفترس الفقر بمخالبه العمانيون كثيرا منهم مستعفف والكثير منهم فى السجون والكثير منهم يطلبون ويشحتون وانته يامن يقراء الان هذا الكلام انا متاكد انك مديون ومديون ومديون وان لم تكن انته ابوك او اخوك الا من ولد على فمه ملعقه من ذهب "


" وما خفى كان اعظم "




الحقيقه انه الموضوع طويل جدا فقلت اختصر لكم المسافه واتمني انه الفكره وصلت احترم كل من يعارضني فى ما قلت ولكن ليعلم انني لم اقله من مخيلتي او من بنات افكاري انما من واقع يدمي القلب ويفجر فى انفسنا دوافع الغيره على بلدا يمزق شعبه الفقر وان لم تكن من الذين تظهر على هندامهم علامات الفقر قد تكون مستعفف او انك متسلف .


حقوق النشر محفوظه " al-ruqeishi"

وما زال السؤال هذا يراودني كل يوم وليلة ???








وما زال السؤال هذا يراودني كل يوم وليلة لماذا الحكومة تتسر على المسؤولين الفاسدين؟ وتدعي أنه قد تم محاكمتهم سرا؟؟ بينما إذا كانت المحاكمة لمواطن بسيط يتم فضحه والتشهير به وكأنه سفك الدم الحرام في الشهر الحرام بينما المسؤول خطأه لا يعد جرما. الحين أريد أثبت كلامي هذا بالواقع الي عايشناه ومازلنا نعايشه.
إذا كان المتهم مسؤول في الدولة:


1- قضية خلية التجسس والمتهمون في هذه القضية هم من المسؤولين الأمن...يون فكان لابد من التستر عليهم وحفظ ماء وجههم ،لذلك لم نعرف حتى أسم شخص واحد من هؤلاء المنتمين إلى الخلية.

2- طالعنا اليوم جهاز الرقابة بتقرير له عن التحقيقات التي قام بها وقد صرح بأنه قد تم "تصويب الأخطاء وتسوية الفروق وانتهت البعض من تقارير الجهاز إلى الادعاء العام والمحاكم التي أصدرت أحكامها بالإدانة والسجن ورد الأموال العامة وإلغاء بعض التصاريح". المتهم هنا هم مسؤولين في الدولة لذلك لم يتم نشر أسمائهم ولا نشر حتى الأحكام التي صدرت بحقهم ولا عن كمية المال المسروق.!!!!!

إذا كان المتهم مواطن عادي:

1- القضية المسماه بالتنظيم السري 2006 حيث كما يعلم الجميع ان المتهمون في هذه القضية هم من المواطنين البسطاء. ولكن من ينظر في مسار تلك القضية يجد ان أؤلئك المتهمين قد شهر بهم في الإعلام المحلي والعالمي وذكرت أسمائهم واسماء أبائهم وقبائلهم.

2- احداث صحار الأخيرة حيث بعد القبض على أولئك المخربين الذي قطعوا الطرق وحرقوا المباني. وماذا بعدها تم عرض صورهم وأسمائهم وأسماء قبائلهم على شاشة التلفاز.

نريد جواب صريح من الحكومة تفسر فيه هذا التناقض العجيب حيث أنها تدعي الشفافية والمساواة بين المواطنين ولكن للأسف الشديد الواقع لايوحي بهذا أبدا

التجربة الأولى...




التجربة الأولى.. كانت الحجر الذي زعزع سكون "البحيرة الساكنة" وبعث برسالة تنبيه ودق جرس الإنذار للمسؤولين في البلاد، أن الشعب لن يظلّ طويلا في صمته.. لكن لأنها تجربة جديدة ولأننا ناس حديثي عهد عليها، من الطبيعي حدوث الكثير من الأخطاء
من أخطاءنا.. بعد التجربة الأولى:

- التشكيك في نوايا بعضنا البعض، واتهام كل فرد لا يعجبنا أسلوبه أنه في الأمن.
- عدم التوافق على رأي واحد في آلية التظاهر والاعتصام.
- ا...ختلاف وتباين "اللغة" الموجههة للطرف الآخر، بين الدعوة للإصلاح وبين الاتهام وبين التخوين وبين الشتم.
- عدم توحيد أرضية إعلامية واحدة، وازدياد عدد صفحات الفيس بوك في هذا الأمر بما ساهم في تشتيت الجهود والأخبار.
- غياب المنظرين الحقيقين للتحركات، والمرابطين لكافة أنواع التغيرات والعواقب.
- غياب وسيلة إعلامية ناطقة باسم المتظاهرين والمعتصمين في كافة السلطنة.





Nabhan Alhanashi

الحق أبلج والباطل لجلج... والنار مصيركم



قال تعالى: ( إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون) صدق الله العظيم،،،،

الله سبحانه وتعالى يسلط المستبد للانتقام من عبادة الخاملين الواهنين ولا يرفع عنهم حتى يتوبوا توبة الأنفة، وهناك عبارة معروفة كما تكونوا يولى عليكم، نعم إذا كنا شعب ذليل فمن السهل أن يستبد، فعقاب الله هو أن يرسل الذين يشاركونه في عظمته وجبروته ليستعبد الخاملين فالظالم سيف ...الله ينتقم به ثم ينتقم منه ومن أعان ظالما على ظلمه سلطه الله عليه.

(2)
كما يولى عليكم تكونوا،،،،
عبارة أخرى في خطين متوازيين في السبب والنتيجة مع العبارة الأولى كما تكونوا يولى عليكم، فأصعب أنواع الاستبداد هو استبداد الجهل على العلم واستبداد النفس على العقل والروح، ينتج عنهما شعب ضعيف متخلف في جميع نواحي الحياة، فالاستبداد والظلم وغياب العدل وغيرها من الصفات تسمى في مجملها أخلاق، ويقول الشاعر إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.

(3)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفضل الجهاد...كلمة عدل عند سلطان جائر" صدق رسول الله،،،،
كل مستبد حاول أن يظلم ويستعبد الآخرين لسلطانه، فإن الإنسان مأمور بمقاومته ومجابهته، لأن بكل بساطة ومن غير اللائق والجائز أن يقبل المؤمن بعبودية لغير الله وأيضا أن الله سبحانه وتعالى جل جلاله كرم الإنسان فخلقه حرا وإذا ما أرتضى لنفسه الذل وقبل بالظالم والمستبد دون أن يثور عليه فإن عقابه لا يقل عمن مارس الطغيان، فالمستبد كالمستبد والطاغية كالقابل بطالغيان والظالم كمن ارتضى الظلم..فالنار هي للاثنين معا، فصاحب الجلالة وسع كرسيه يقول في محكم كتابه العزيز واصفا الظالم والمستبد ((فأما من طغى* وآثر الحياة الدنيا* فإن الجحيم هي المأوى))...ويقول أيضا في محكم كتابه واصفا من قبل بالظلم والطغيان((ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار)).

(4)
رسالة،،،
- الحق أبلج والباطل لجلج و الله سبحانه ينصر الدولة العادلة ولو كانت كافرة ولا ينصر الدولة الظالمة ولو كانت مسلمة.
- لاحق كلب صياد يوما أرنبا فعجز عنه ولم يستطع إدراكه، فسأل الكلب الأرنب، كيف سبقتني وأنا أقوى منك وأسرع ! فأجابه الأرنب لأني أعدو لحسابي وأنت تعدو لحساب صاحبك.



محمد الفزاري

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Walgreens Printable Coupons | تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة