وجهة نظر... تحتمل الخطأ

انتشرت مؤخرا الكثير من الكتابات والأصوات، سواء على مستوى الشبكة العنكبوتية "تربل دبل يو" من منتديات أو مواقع التواصل الإلكتروني مثل الفيسبوك وتوتر، تنادي بمقاطعة انتخابات مجلس الشورى للفترة القادمة بحجة أن المجلس لا يملك صلاحيات سابقا وأيضا أن الحكومة لم توفي بوعدها بمنح مجلس الشورى صلاحيات تشريعية ورقابية.

طبعا بدون شك لا أحد ينكر أن مجلس الشورى بوضعه المزري الصوري الحالي يجعل أي شخص حتى لو كان غير متعلم يفكر بهذا التفكير وأنا لمست هذا شي من أشخاص كثيرين غير متعلمين وأنا أحاورهم أو فيما بينهم يرددون عبارات التذمر من المجلس أو أعضاء المجلس.

حسب علم الجميع أن هذي المقاطعات لن توقف ترشيحات مجلس الشورى فالانتخابات ماضية في طريقها والدولة مثل ما يقول المثل عاطية الأذن الصمة لهذي الأصوات المنادية بالمقاطعة أو منح المجلس الصلاحيات التشريعية والرقابية، والجميع يشاهد ويسمع الدعايات والإعلانات وغيرها من البرامج سواء على التلفزيون العماني أو الإذاعات الحكومية والخاصة منها، تشجيع المواطنين على الانتخاب والتفعيل وغيرها من الأطروحات متجاهلة الأصوات المنادية بالمقاطعة.

من وجهة نظري واجبنا نحن في الوقت الحالي هو توعية المجتمع بمختلف أطيافه بأهمية مجلس الشورى في تنمية المجتمع ودورة الحقيقي لو أعطي هذا المجلس الصلاحيات التشريعية منها والرقابية، فمن خلال المجلس سيصل صوت الشعب للحكومة ومن خلال المجلس سيستطيع كل مواطن بأن يأخذ حقه من الحكومة ومن خلال المجلس سيستطيع كل مواطن سؤال أي وزير من أين لك هذا!

لكن كيف تأتي هذي التوعية؟ هو بنشر ثقـافة الديمقراطية والتي لا تأتـي إلا بانتخابات مشروطـة ومصحوبـة بعدة وسائل لا يمكـن تجاهلـها على المستـوى الشعبـي والاجتماعي وأهمها حريـة الرأي ومقاييس الناس في ماهيـة المتر شح الأفضل وطبعـا لا ننسى شفافيـة الانتخابات وخلوها من الـغـش والتزويـر.

فالكثير مازال يفكر بمنطق قديم كما تعلمون بالاعتماد على القبلية والرشاوى في اختيار المرشح، الكثير للأسف لا يسأل نفسه من هو المرشح الأفضل، من هو المرشح الذي قدم سيرة ذاتية جيدة مع برنامج انتخابي ممتاز، لذلك نحن لا نملك الخيار إلا بنشر الوعي بين الناس ليصل الأفضل من بين المرشحون إلى المجلس.

ماذا بعد ذلك؟ بعدها سيتشكل معنا جبهتان من القوة أو بمعنى آخر ورقتان ضغط على الحكومة واحدة شعبية غير رسمية و الأخرى شعبية رسمية، بعد ذلك من وجهة نظري الحكومة ستكون في موقف محرج ومجبرة لتنفذ مطلب منح مجلس الشورى الصلاحيات التشريعية والرقابية ولن يكون لها عذر آخر.

لكن لو تمكن من الفوز وحجز مقاعد غالبيتهم مرشحون غير متعلمون ولهم أجندة شخصية فهل سيكون من المجدي المطالبة بهذي الصلاحيات! الحكومة ستجد العذر ومعها الحق لعدم منح هذي الصلاحيات لناس غير جديرين و كفء لتحمل هذي المسؤولية ونحن أيضا لن نرضى أن نسلم عمان لأيدي هؤلاء المرشحون.


 محمدالفزاري 

 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Walgreens Printable Coupons | تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة